كتاب: في ظلال القرآن (نسخة منقحة)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: في ظلال القرآن (نسخة منقحة)



إن الجاهلية هي الجاهلية. ولكل جاهلية أرجاسها وأدناسها. لا يهم موقعها من الزمان والمكان. فحيثما خلت قلوب الناس من عقيدة إلهية تحكم تصوراتهم ومن شريعة- منبثقة من هذه العقيدة- تحكم حياتهم فلن تكون إلا الجاهلية في صورة من صورها الكثيرة.. والجاهلية التي تتمرغ البشرية اليوم في وحلها لا تختلف في طبيعتها عن تلك الجاهلية العربية أو غيرها من الجاهليات التي عاصرتها في أنحاء الأرض حتى أنقذها منها الإسلام وطهرها وزكاها.
إن البشرية اليوم تعيش في ماخور كبير! ونظرة إلى صحافتها وأفلامها ومعارض أزيائها. ومسابقات جمالها ومراقصها وحاناتها. وإذاعاتها. ونظرة إلى سعارها المجنون للحم العاري، والأوضاع المثيرة، والإيحاءات المريضة، في الأدب والفن وأجهزة الإعلام كلها.. إلى جانب نظامها الربوي، وما يكمن وراءه من سعار للمال ووسائل خسيسة لجمعه وتثميره وعمليات نصب واحتيال وابتزاز تلبس ثوب القانون.. وإلى جانب التدهور الخلقي والانحلال الاجتماعي، الذي أصبح يهدد كل نفس وكل بيت وكل نظام وكل تجمع إنساني.. نظرة إلى هذا كله تكفي للحكم على المصير البائس الذي تدلف إليه البشرية في ظل هذه الجاهلية.
إن البشرية تتآكل إنسانيتها وتتحلل آدميتها وهي تلهث وراء الحيوان ومثيرات الحيوان لتلحق بعالمه الهابط! والحيوان أنظف وأشرف وأطهر. لأنه محكوم بفطرة حازمة لا تتميع، ولا تأسن كما تأسن شهوات الإنسان حين ينفلت من رباط العقيدة ومن نظام العقيدة ويرتد إلى الجاهلية التي أنقذه الله منها والتي يمتن الله على عباده المؤمنين بتطهيرهم منها في تلك الآية الكريمة:
{ويعلمهم الكتاب والحكمة}..
وكان المخاطبون بهذه الآية أميين جهالاً. أمية القلم وأمية العقل سواء. وما كان لهم من المعرفة شيء ذو قيمة بالمقاييس العالمية للمعرفة في أي باب من الأبواب. وما كان لهم في حياتهم من هموم كبيرة تنشئ معرفة ذات قيمة عالمية في أي باب من الأبواب. فإذا هذه الرسالة تحيلهم أساتذة الدنيا وحكماء العالم، وأصحاب المنهج العقيدي والفكري والاجتماعي والتنظيمي الذي ينقذ البشرية كلها من جاهليتها في ذلك الزمان.
والذي يرتقب دوره في الجولة القادمة- بإذن الله- لإنقاذ البشرية مرة أخرى من جاهليتها الحديثة التي تتمثل فيها كل خصائص الجاهلية القديمة؛ من النواحي الأخلاقية والاجتماعية؛ وتصور أهداف الحياة الإنسانية وغاياتها كذلك! على الرغم من فتوحات العلم المادي والإنتاج الصناعي والرخاء الحضاري!
{وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين}.
ضلال في التصور والاعتقاد وضلال في مفهومات الحياة وضلال في الغاية والاتجاه وضلال في العادات والسلوك وضلال في الأنظمة والأوضاع وضلال في المجتمع والأخلاق..
والعرب الذين كانوا يخاطبون بهذه الآية كانوا يذكرون- ولا شك- ماضي حياتهم وأوضاعهم، ويعرفون طبيعة النقلة التي نقلهم إليها الإسلام، وما كانوا ببالغيها بغير الإسلام؛ وهي نقلة غير معهودة في تاريخ بني الإنسان.
كانوا يدركون أن الإسلام- والإسلام وحده- هو الذي نقلهم من طور القبيلة واهتمامات القبيلة وثارات القبيلة لا ليكونوا أمة فحسب. ولكن ليكونوا- على حين فجأة ومن غير تمهيد يتدخل فيه الزمن- أمة تقود البشرية وترسم لها مثلها ومناهج حياتها وأنظمتها كذلك في صورة غير معهودة في تاريخ البشرية الطويل.
كانوا يدركون أن الإسلام- والإسلام وحده- هو الذي منحهم وجودهم القومي ووجودهم السياسي ووجودهم الدولي.. وقبل كل شيء وأهم من كل شيء.. وجودهم الإنساني الذي يرفع إنسانيتهم ويكرّم آدميتهم ويقيم نظام حياتهم كله على أساس هذا التكريم الذي جاءهم هدية ومنة من لدن ربهم الكريم. والذي أفاضوه هم على البشرية كلها بعد ذلك وعلموها كيف تحترم الإنسان وتكرمه بتكريم الله. غير مسبوقين في هذا لا في الجزيرة العربية ولا في أي مكان.. وفي اللفتة السابقة إلى الشورى طرف من هذا المنهج الإلهي، الذي كانوا يدركون فيه عظم المنة عليهم من الله.
وكانوا يدركون أن الإسلام- والإسلام وحده- هو الذي جعل لهم رسالة يقدمونها للعالم، ونظرية للحياة البشرية ومذهباً مميزاً للحياة الإنسانية.. والأمة لا توجد في الحقل الإنساني الكبير إلا برسالة ونظرية ومذهب تقدمه للبشرية لتدفع بالبشرية إلى الأمام.
وقد كان الإسلام وتصوره للوجود ورأيه في الحياة وشريعته للمجتمع وتنظيمه للحياة البشرية ومنهجه المثالي الواقعي الإيجابي لإقامة نظام يسعد في ظله الإنسان.. كان الإسلام بخصائصه هذه هو بطاقة الشخصية التي تقدم بها العرب للعالم فعرفهم واحترمهم وسلمهم القيادة.
وهم اليوم وغداً لا يحملون إلا هذه البطاقة. ليست لهم رسالة غيرها يتعرفون بها إلى العالم. وهم إما أن يحملوها فتعرفهم البشرية وتكرمهم؛ وإما أن ينبذوها فيعودوا هملاً- كما كانوا- لا يعرفهم أحد ولا يعترف بهم أحد!
وما الذي يقدمونه للبشرية حين لا يتقدمون إليها بهذه الرسالة؟
يقدمون لها عبقريات في الآداب والفنون والعلوم؟ لقد سبقتهم شعوب الأرض في هذه الحقول.
والبشرية تغص بالعبقريات في هذه الحقول الفرعية للحياة. وليست في حاجة ولا في انتظار إلى عبقريات من هناك في هذه الحقول الفرعية للحياة!
يقدمون لها عبقريات في الإنتاج الصناعي المتفوق تنحني له الجباه ويغرقون به أسواقها ويغطون به على ما عندها من إنتاج، لقد سبقتهم شعوب كثيرة في يدها عجلة القيادة في هذا المضمار!
يقدمون لها فلسفة مذهبية اجتماعية ومناهج اقتصادية وتنظيمية من صنع أيديهم ومن وحي أفكارهم البشرية؟ إن الأرض تعج بالفلسفات والمذاهب والمناهج الأرضية. وتشقى بها جميعاً غاية الشقاء!
ماذا إذن يقدمون للبشرية لتعرفهم به وتعترف لهم بالسبق والتفوق والامتياز؟
لا شيء إلا هذه الرسالة الكبيرة. لا شيء إلا هذا المنهج الفريد. لا شيء إلا هذه المنة التي اختارهم الله لها وأكرمهم بها. وأنقذ بها البشرية كلها على أيديهم ذات يوم. والبشرية اليوم أحوج ما تكون إليها وهي تتردى في هاوية الشقاء والحيرة والقلق والإفلاس!
إنها- وحدها- بطاقة الشخصية التي تقدموا بها قديماً للبشرية فأحنت لها هامتها. والتي يمكن أن يقدموها لها اليوم فيكون فيها الخلاص والإنقاذ.
إن لكل أمة من الأمم الكبيرة رسالة. وأكبر أمة هي التي تحمل أكبر رسالة. وهي التي تقدم أكبر منهج. وهي التي تتفرد في الأرض بأرفع مذهب للحياة.
والعرب يملكون هذه الرسالة- وهم فيها أصلاء وغيرهم من الشعوب هم شركاء- فأي شيطان يا ترى يصرفهم عن هذا الرصيد الضخم؟ أي شيطان؟!
لقد كانت المنة الإلهية على هذه الأمة بهذا الرسول وبهذه الرسالة عظيمة عظيمة. وما يمكن أن يصرفها عن هذه المنة إلا شيطان.. وهي مكلفة من ربها بمطاردة الشيطان!
ثم يمضي السياق خطوة في استعراض أحداث المعركة والتعقيب عليها؛ فيعرض دهشتهم لما صارت إليه الأمور واستغرابهم لوقوع ما وقع بهم- وهم المسلمون- مما يشي بسذاجة تصورهم للأمر يومذاك قبل أن تطحنهم التجربة وتصوغهم صياغة واقعية تتعامل مع واقع الأمر وطبيعة السنن وجدية هذا الواقع الذي لا يحابي أحداً لا يأخذ بالسنن ولا يستقيم مع الجد الصارم في طبيعة الكون والحياة والعقيدة! ومن ثم يقفهم على الأرض الصلبة المكشوفة؛ وهو يبين لهم أن ما أصابهم كان بفعلهم وكان الثمرة الطبيعية لتصرفهم!.. ولكنه لا يتركهم عند هذه النقطة- التي وإن كانت حقيقة إلا أنها ليست نهاية الحقيقة- بل يصلهم بقدر الله من وراء الأسباب والنتائج؛ وبمشيئة الله الطليقة من وراء السنن والقوانين؛ فيكشف لهم عن حكمة ما وقع وعن تدبير الله فيه ليحقق من ورائه الخير لهم وللدعوة التي يجاهدون في سبيلها؛ وليعدهم بهذه التجربة لما بعدها وليمحص قلوبهم ويميز صفوفهم من المنافقين الذين كشفتهم الأحداث. فالأمر في النهاية مرجعه إلى قدر الله وتدبيره.
وبذلك تتكامل الحقيقة في تصورهم ومشاعرهم من وراء هذا البيان القرآني الدقيق العميق:
{أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله وليعلم المؤمنين وليعلم الذين نافقوا وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا قالوا لو نعلم قتالاً لاتبعناكم هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم والله أعلم بما يكتمون الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا قل فادرأوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين}..
لقد كتب الله على نفسه النصر لأوليائه حملة رايته وأصحاب عقيدته.. ولكنه علق هذا النصر بكمال حقيقة الإيمان في قلوبهم؛ وباستيفاء مقتضيات الإيمان في تنظيمهم وسلوكهم؛ وباستكمال العدة التي في طاقتهم وببذل الجهد الذي في وسعهم.. فهذه سنة الله. وسنة الله لا تحابي أحداً.. فأما حين يقصرون في أحد هذه الأمور فإن عليهم أن يتقبلوا نتيجة التقصير. فإن كونهم مسلمين لا يقتضي خرق السنن لهم وإبطال الناموس. فإنما هم مسلمون لأنهم يطابقون حياتهم كلها على السنن ويصطلحون بفطرتهم كلها مع الناموس..
ولكن كونهم مسلمين لا يذهب هدراً كذلك ولا يضيع هباء. فإن استسلامهم لله وحملهم لرايته وعزمهم على طاعته والتزام منهجه.. من شأنه أن يرد أخطاءهم وتقصيرهم خيراً وبركة في النهاية- بعد استيفاء ما يترتب عليها من التضحية والألم والقرح- وأن يجعل من الأخطاء ونتائجها دروساً وتجارب تزيد في نقاء العقيدة وتمحيص القلوب وتطهير الصفوف؛ وتؤهل للنصر الموعود؛ وتنتهي بالخير والبركة.. ولا تطرد المسلمين من كنف الله ورعايته وعنايته. بل تمدهم بزاد الطريق. مهما يمسهم من البرح والألم والضيق في أثناء الطريق.
وبهذا الوضوح والصرامة معاً يأخذ الله الجماعة المسلمة؛ وهو يرد على تساؤلها ودهشتها مما وقع؛ ويكشف عن السبب القريب من أفعالها؛ كما يكشف عن الحكمة البعيدة من قدره- سبحانه- ويواجه المنافقين بحقيقة الموت التي لا يعصم منها حذر ولا قعود:
{أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير}..
والمسلمون الذين أصيبوا في أحد بما أصيبوا؛ والذين فقدوا سبعين من شهدائهم غير الجراح والآلام التي عانوها في هذا اليوم المرير؛ والذين عز عليهم أن يصيبهم ما أصابهم وهم المسلمون وهم يجاهدون في سبيل الله وأعداؤهم هم المشركون أعداء الله.. المسلمون الذين أصيبوا بهذه المصيبة كان قد سبق لهم أن أصابوا مثليها: أصابوا مثلها يوم بدر فقتلوا سبعين من صناديد قريش. وأصابوا مثلها يوم أحد في مطلع المعركة حينما كانوا مستقيمين على أمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم وقبل أن يضعفوا أمام إغراء الغنائم.
وقبل أن تهجس في أنفسهم الخواطر التي لا ينبغي أن تهجس في ضمائر المؤمنين!
ويذكرهم الله هذا كله وهو يرد على دهشتهم المتسائلة فيرجع ما حدث لهم إلى سببه المباشر القريب:
{قل هو من عند أنفسكم}..
أنفسكم هي التي تخلخلت وفشلت وتنازعت في الأمر. وأنفسكم هي التي أخلت بشرط الله وشرط رسوله صلى الله عليه وسلم وأنفسكم هي التي خالجتها الأطماع والهواجس. وأنفسكم هي التي عصت أمر رسول الله وخطته للمعركة.. فهذا الذي تستنكرون أن يقع لكم وتقولون: كيف هذا؟ هو من عند أنفسكم بانطباق سنة الله عليكم حين عرّضتم أنفسكم لها. فالإنسان حين يعرّض نفسه لسنة الله لابد أن تنطبق عليه مسلماً كان أو مشركاً ولا تنخرق محاباة له فمن كمال إسلامه أن يوافق نفسه على مقتضى سنة الله ابتداء!
{إن الله على كل شيء قدير}..
ومن مقتضى قدرته أن تنفذ سنته وأن يحكم ناموسه وأن تمضي الأمور وفق حكمه وإرادته وألا تتعطل سننه التي أقام عليها الكون والحياة والأحداث.
ومع هذا فقد كان قدر الله من وراء الأمر كله لحكمة يراها. وقدر الله دائماً من وراء كل أمر يحدث ومن وراء كل حركة وكل نأمة وكل انبثاقة في هذا الكون كله:
{وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله...}..
لم يقع مصادفة ولا جزافاً ولم يقع عبثاً ولا سدى. فكل حركة محسوب حسابها في تصميم هذا الكون؛ ومقدر لها علتها ونتائجها؛ وهي في مجموعها- ومع جريانها وفق السنن والقوانين الثابتة التي لا تنخرق ولا تتعطل ولا تحابي- تحقق الحكمة الكامنة وراءها؛ وتكمل التصميم النهائي للكون في مجموعه!
إن التصور الإسلامي يبلغ من الشمول والتوازن في هذه القضية، ما لا يبلغه أي تصور آخر في تاريخ البشرية..
هنالك ناموس ثابت وسنن حتمية.. وهناك وراء الناموس الثابت والسنن الحتمية إرادة فاعلة ومشيئة طليقة. وهناك وراء الناموس والسنن والإرادة والمشيئة حكمة مدبرة يجري كل شيء في نطاقها.. والناموس يتحكم والسنن تجري في كل شيء- ومن بينها الإنسان- والإنسان يتعرض لهذه السنن بحركاته الإرادية المختارة وبفعله الذي ينشئه حسب تفكيره وتدبيره فتنطبق عليه وتؤثر فيه.. ولكن هذا كله يقع موافقاً لقدر الله ومشيئته؛ ويحقق في الوقت ذاته حكمته وتقديره.. وإرادة الإنسان وتفكيره وحركته وفاعليته هي جزء من سنن الله وناموسه يفعل بها ما يفعل ويحقق بها ما يحقق في نطاق قدره وتدبيره. فليس شيء منها خارجاً على السنن والناموس. ولا مقابلاً لها ومناهضاً لفعلها كما يتصور الذين يضعون إرادة الله وقدره في كفة ويضعون إرادة الإنسان وفاعليته في الكفة المقابلة.
كلا. ليس الأمر هكذا في التصور الإسلامي.. فالإنسان ليس نداً لله ولا عدواً له كذلك. والله- سبحانه- حين وهب الإنسان كينونته وفكره وإرادته وتقديره وتدبيره وفاعليته في الأرض لم يجعل شيئاً من هذا كله متعارضاً مع سنته- سبحانه- ولا مناهضاً لمشيئته ولا خارجاً كذلك عن الحكمة الأخيرة وراء قدره في هذا الكون الكبير.. ولكن جعل من سنته وقدره أن يقدر الإنسان ويدبر؛ وأن يتحرك ويؤثر؛ وأن يتعرض لسنة الله فتنطبق عليه؛ وأن يلقى جزاء هذا التعرض كاملاً من لذة وألم وراحة وتعب وسعادة وشقاوة.. وأن يتحقق من وراء هذا التعرض ونتيجته قدر الله المحيط بكل شيء في تناسق وتوازن..
وهذا الذي وقع في غزوة أحد مثل لهذا الذي نقوله عن التصور الإسلامي الشامل الكامل. فقد عرف الله المسلمين سنته وشرطه في النصر والهزيمة. فخالفوا هم عن سنته وشرطه فتعرضوا للألم والقرح الذي تعرضوا له.. ولكن الأمر لم ينته عند هذا الحد، فقد كان وراء المخالفة والألم تحقيق قدر الله في تمييز المؤمنين من المنافقين في الصف وتمحيص قلوب المؤمنين وتجلية ما فيها من غبش في التصور ومن ضعف أو قصور..